هل يسمح ترمب بوجود قاعدة روسية في السودان؟
- SBNA
- 16 فبراير
- 3 دقائق قراءة
أكد الدبلوماسي الأميركي السابق كاميرون هدسون أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تتابع عن كثب تطورات الحرب في السودان، مشددًا على أن الولايات المتحدة لا تريد أن يصبح السودان ملاذًا آمنًا للإرهاب أو أن ينزلق إلى مصير مشابه لما حدث في الصومال أو ليبيا.
وفي أوضح هدسون أن واشنطن تولي أهمية خاصة للحفاظ على الاستقرار على طول البحر الأحمر، مضيفًا: “هذا يعني ضمان عدم حصول روسيا أو إيران على أي نفوذ عسكري في تلك المنطقة”، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية تسعى إلى تأمين حركة الملاحة البحرية وضمان عدم تعرضها للتهديد.
القلق الأميركي بشأن القاعدة البحرية الروسية
وحول التقارير التي تشير إلى وجود اتفاق بين السودان وروسيا بشأن إنشاء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر، أعرب هدسون عن شكوكه في مدى مصداقية هذا الاتفاق. وقال: “لست متأكدًا من مدى صحة هذه الصفقة، لكن إن ثبتت صحتها، فستكون بالتأكيد تحديًا كبيرًا لإدارة ترمب، والتي من المتوقع أن تتخذ رد فعل قويًا لإيصال رسالة واضحة إلى السودان بأن هذه الخطوة كانت خيارًا سيئًا”.

وأضاف: “يجب أن يكون الناس قلقين بشأن هذا التطور. فالولايات المتحدة لن تقبل بتهديد روسيا لمصالحها في البحر الأحمر”، مؤكدًا أن إدارة ترمب لن تسمح بإنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان.
الصراع في السودان وأولويات السياسة الخارجية الأميركية
وأشار هدسون إلى أن إدارة ترمب لم تعيّن بعد فريقها المختص بالشؤون الأفريقية، إلا أن الوضع في السودان يستدعي تحركًا سريعًا. وقال: “أتوقع أن يقوم الرئيس ترمب بتعيين مبعوث خاص للسودان قريبًا، ما قد يسهم في طرح رؤى جديدة لمعالجة الأزمة”.
كما أضاف أن إدارة ترمب ستتابع عن كثب التطورات الميدانية، موضحًا أن الجيش السوداني تمكن حاليًا من استعادة السيطرة على الخرطوم، لكن هناك احتمالًا بأن تسيطر قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مما قد يؤدي إلى ظهور حكومة موازية هناك.
مقارنة بين نهج ترمب وبايدن في التعامل مع السودان
وجّه هدسون انتقادات لإدارة الرئيس جو بايدن، معتبرًا أنها كانت بطيئة في التعامل مع السودان، سواء خلال انقلاب 25 أكتوبر 2021 أو مع اندلاع الحرب. وقال: “تأخرت إدارة بايدن في تعيين مبعوث خاص للسودان حتى بعد مرور عام على اندلاع الصراع. كان رد فعلها ضعيفًا في البداية، ثم قررت التعامل فقط مع القوى المدنية، رغم أنها كانت غير موحدة وتفتقر إلى استراتيجية واضحة لإنهاء الحرب”.
وأضاف أن سياسة بايدن في التعامل مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع باعتبارهما طرفين غير شرعيين كانت خاطئة. وقال: “نأمل أن تتبنى إدارة ترمب نهجًا أكثر واقعية، يعترف بالجيش السوداني كمؤسسة دستورية رغم تورطه في الحرب، والتعامل معه على هذا الأساس”.
مستقبل العقوبات الأميركية على قادة الحرب في السودان
وبخصوص العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على قادة الجيش وقوات الدعم السريع، أوضح هدسون أن إدارة بايدن لم تُحسن استخدامها. وقال: “لو كانت إدارة بايدن جادة بشأن فرض العقوبات، لكان ينبغي عليها اتخاذ هذا الإجراء في بداية الحرب، وليس في مراحلها الأخيرة”.
ورأى أن إدارة ترمب لديها فرصة لاستخدام العقوبات كأداة ضغط فعالة. وأضاف: “على الإدارة الأميركية أن تضع شروطًا واضحة لرفع العقوبات، لا سيما عن الجنرال عبد الفتاح البرهان، وأن توضح هذه الشروط بشكل علني”.
موقف البرهان من استمرار الحرب
وصف هدسون رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، بأنه قائد براغماتي يدرك مدى الدمار الذي تسببت به الحرب لبلاده. وقال: “خلال زيارته إلى بورتسودان في نوفمبر الماضي، بدا واضحًا أنه لا يريد استمرار هذه الحرب إلى ما لا نهاية. لكنه في الوقت نفسه يرى أن إنهاء القتال دون معالجة التهديدات الأمنية قد يؤدي إلى اندلاع صراع جديد”.
وأشار إلى أن ترمب يتمتع بعلاقات قوية مع الدول العربية المجاورة للسودان، وهو ما قد يساعد في إيجاد تسوية سلمية. وقال: “كل هذه الدول لها مصالح في السودان، ويمكن التوصل إلى اتفاق شامل يساعد السودان على الخروج من دوامة الحرب. أعتقد أن الرئيس ترمب سيستخدم نفوذه لتشجيع الحوار، لكن كما هو معروف، من الصعب التنبؤ بتصرفاته”.
التوقعات المستقبلية
مع استمرار الأزمة في السودان، ستكون توجهات إدارة ترمب تجاه الصراع، وخاصة فيما يتعلق بالتدخل الروسي، تحت مجهر المراقبة الدولية. ويبقى السؤال المطروح: كيف ستتعامل واشنطن مع هذا الملف الشائك، وما الخطوات التي ستتخذها للحفاظ على استقرار المنطقة ومنع مزيد من التصعيد؟
Comments