الصراع في السودان وتأثيره على تجارة الصمغ العربي

في تقرير نشرته وكالة “بلومبيرغ” الأميركية، تم تسليط الضوء على سيطرة قوات الدعم السريع السودانية على مناطق إنتاج وتوزيع الصمغ العربي، وهو مكون أساسي في العديد من المنتجات العالمية مثل المشروبات الغازية “كوكاكولا” و”بيبسي”

حيث يواجه السودان تحديات اقتصادية متزايدة نتيجة للصراع الدائر منذ أبريل 2023، والذي أثر بشكل مباشر على القطاعات الحيوية، من بينها إنتاج وتصدير الصمغ العربي، وهو منتج استراتيجي تعتمد عليه صناعات عالمية عديدة.

أهمية الصمغ العربي ودوره في الأسواق العالمية

يُعد السودان أحد أكبر منتجي الصمغ العربي في العالم، حيث يساهم بحوالي 70% من الإمدادات العالمية، خاصة في مناطق دارفور وكردفان. يُستخدم هذا المكون الحيوي في صناعات متعددة، مثل المشروبات الغازية، الأدوية، مستحضرات التجميل، والحلوى، نظراً لخواصه الفريدة التي تساعد في تثبيت السكر والمواد الأخرى في المنتجات الغذائية.

تأثير الصراع على تجارة الصمغ العربي

مع استمرار النزاع، تأثرت سلسلة الإمداد لهذا المنتج الاستراتيجي، حيث واجه المزارعون والتجار صعوبات في نقل الصمغ إلى منافذ التصدير مثل ميناء بورتسودان أو إلى الدول المجاورة مثل تشاد ومصر. ووفقاً لتقارير اقتصادية، فإن تدفق الصمغ العربي قد تأثر جزئياً، مما أدى إلى زيادة الاعتماد على أسواق بديلة.

استمرارية التصدير رغم التحديات

على الرغم من التحديات، لا يزال السودان يُصدّر آلاف الأطنان من الصمغ العربي سنوياً. في عام 2024، استورد الاتحاد الأوروبي 70% من إجمالي 72 ألف طن متري، مع ملاحظة ازدياد الكميات القادمة عبر مصر وتشاد، مما يعكس استمرار حركة التجارة عبر طرق مختلفة.

تأثيرات أوسع على الاقتصاد السوداني

تعتمد آلاف العائلات السودانية على تجارة الصمغ العربي كمصدر دخل رئيسي. ومع تصاعد التحديات اللوجستية، يواجه هذا القطاع ضغوطاً متزايدة، ما قد يؤثر على استقرار الأسواق المحلية والدولية.

آفاق المستقبل

بينما تستمر الجهود لحل الأزمة السودانية، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن الحفاظ على استدامة تجارة الصمغ العربي وحماية مصالح المنتجين السودانيين وسط هذه الظروف؟ يتطلب ذلك إجراءات عملية لدعم سلاسل التوريد وضمان تدفق الصادرات بانتظام، بما يخدم الاقتصاد المحلي والأسواق العالمية على حد سواء.