كارثة إنسانية في السودان: تخفيضات المساعدات تفاقم الأزمة
- SBNA
- 11 مارس
- 2 دقائق قراءة
في ظل الحرب المستعرة التي تدور رحاها في السودان، يعيش الملايين من المدنيين تحت وطأة نيران الصراع وأهوال الجوع. ومع تصاعد الأزمة الإنسانية، جاءت القرارات الأخيرة لبعض الجهات المانحة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، بتقليص المنح الإنسانية الموجهة للأمم المتحدة، مما أدى إلى نقص حاد في المساعدات الموجهة للفارين من الحرب، الأمر الذي زاد من معاناة السكان وفاقم الأزمة.

نزوح جماعي وأوضاع متردية
أجبر الصراع في السودان الملايين على الفرار من منازلهم، ليجدوا أنفسهم في مواجهة واقع مأساوي دون مأوى أو غذاء، وسط تدهور شامل للبنية التحتية والمرافق الصحية والتعليمية. ووفقًا للأمم المتحدة، يعد السودان اليوم مسرحًا لإحدى أخطر الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث يعاني أكثر من نصف سكانه من الجوع الحاد، وسط تحذيرات من انتشار المجاعة خلال الأشهر المقبلة.
كارثة التمويل الإنساني
أكدت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، أن التخفيضات المفاجئة في التمويل من جانب المانحين الدوليين تعد ضربة قاسية للمساعدات الإنسانية، مشيرةً إلى أن القرار أدى إلى قطع جزء كبير من الدعم عن المنظمات التي تعمل على تقديم المساعدات لنحو 21 مليون شخص في حاجة ماسة إليها. وأوضحت سلامي أن العام الماضي شهد تقديم 1.8 مليار دولار عبر خطة الاستجابة الإنسانية، إلا أن الاحتياجات في 2024 ازدادت إلى 4.2 مليار دولار، فيما لم يتم تلقي سوى 6.3% من هذا المبلغ حتى الآن.
وأضافت أن هذه التخفيضات تهدد بتوقف المساعدات المنقذة للحياة لملايين النساء والأطفال والفئات الضعيفة في مختلف أنحاء البلاد، مؤكدةً أن الوقت الحالي هو لحظة مفصلية تحتاج إلى تضامن عالمي لإنقاذ الأرواح.
دعوات لإنقاذ الوضع
في ظل هذا الواقع، وجهت الأمم المتحدة نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي لإعادة النظر في قرارات تقليص التمويل، داعيةً الحكومات والجهات المانحة إلى التحرك السريع لسد الفجوات الناجمة عن هذه التخفيضات.
تزايد أعداد اللاجئين
من ناحية أخرى، أشارت تقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن الأزمة في السودان تسببت في موجات نزوح غير مسبوقة، حيث فر مئات الآلاف من المدنيين إلى وجهات غير معلومة. وفي أوغندا وحدها، ارتفع عدد اللاجئين السودانيين المسجلين إلى أكثر من 73 ألف شخص منذ بداية عام 2024، في وقت تسعى فيه المفوضية والشركاء إلى توفير الحماية والمساعدة لهم، وسط تزايد أعداد اللاجئين الذين يعتبرون أوغندا موطنًا لهم، والذين يبلغ عددهم نحو 1.8 مليون شخص.
ختام
يعيش السودان اليوم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يواجه الملايين خطر الموت جوعًا أو بسبب نقص الرعاية الطبية. وفي ظل تقليص المساعدات الدولية، يبدو أن الوضع مرشح لمزيد من التدهور ما لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لاحتواء الكارثة. فهل يستجيب المجتمع الدولي لهذا النداء الإنساني العاجل؟
Comentarios