زيارة موسيفيني إلى جوبا: تحرك دبلوماسي عاجل لاحتواء أزمة جنوب السودان

في خطوة دبلوماسية رفيعة المستوى، وصل الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، اليوم الجمعة، إلى العاصمة جوبا، في محاولة لاحتواء التصعيد السياسي المتزايد في جنوب السودان، عقب التوترات التي بلغت ذروتها بعد وضع نائب الرئيس رياك مشار قيد الإقامة الجبرية.

واستُقبل موسيفيني في مطار جوبا الدولي من قبل الرئيس سلفاكير ميارديت، في أول زيارة له إلى جنوب السودان منذ ثلاث سنوات، وسط أجواء متوترة تنذر بعودة البلاد إلى دوامة الحرب الأهلية، التي لم تبرأ بعد من آثار صراع 2013–2018.

تأتي هذه الزيارة بعد أسابيع من المواجهات بين القوات الحكومية ومليشيات “نوير” في ولاية أعالي النيل، وهي مواجهات دعمت فيها أوغندا حكومة سلفاكير عسكرياً، ما زاد من تعقيد المشهد السياسي والأمني.

وأكد موسيفيني عزمه على تعزيز العلاقات الثنائية، مشدداً على أن المحادثات ستركز على دعم الاستقرار الإقليمي، وتفعيل التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد والتنمية المستدامة.

الرئيس سلفاكير، من جانبه، اتهم نائبه مشار بـ”افتعال الأزمات والتحريض على الفتنة”، في إشارة إلى محاولات انقلاب مزعومة. وهو ما يراه مراقبون محاولة لتقويض نفوذ مشار بعد سنوات من هشاشة الاتفاقات بين الطرفين.

من جهتها، أعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها من انزلاق البلاد مجدداً إلى حرب أهلية ذات طابع عرقي، في ظل تصاعد الخطابات التحريضية والتحركات العسكرية.

وتأتي زيارة موسيفيني في لحظة حرجة، يُعوّل عليها كثيرون في تهدئة الأوضاع، وفتح قنوات جديدة للحوار بين الأطراف المتصارعة، قبل أن تنزلق البلاد إلى جولة جديدة من العنف.