خبراء يرجحون فشل حكومة البرهان في استعادة عضوية السودان بالاتحاد الأفريقي
- SBNA
- 12 فبراير
- 3 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: 13 فبراير
رجّح خبراء، اليوم الأربعاء، فشل مساعي قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، في استعادة عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي خلال القمة المرتقبة يوم الجمعة المقبل، مؤكدين أن الأسباب التي أدت إلى تعليق العضوية لا تزال قائمة، رغم التحركات المكثفة التي تبذلها الحكومة العسكرية في الخرطوم لإنهاء التجميد.
ومن المتوقع أن يناقش الاتحاد الأفريقي خلال قمته المقبلة عدة ملفات، من بينها انتخاب رئيس جديد لمفوضية الاتحاد خلفًا لموسى فكي، حيث يتنافس على المنصب كلٌّ من وزير خارجية جيبوتي السابق محمود علي يوسف، ورئيس وزراء كينيا الأسبق رايلا أودينغا، ووزير خارجية مدغشقر السابق ريتشارد راندرياماندراتو.
في المقابل، يسعى الجيش السوداني وحلفاؤه إلى تأمين تمثيل السودان في الاتحاد الأفريقي، في مواجهة الحكومة المدنية المتوقع تشكيلها في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.

استمرار تجميد العضوية
المحلل السياسي، علي الدالي، رجّح استمرار تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، نظرًا لوجود عدة عقبات رئيسية، أبرزها استمرار الحرب وتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.
وقال الدالي في تصريح لـ إرم نيوز، إن البرهان كثّف خلال الفترة الماضية جهوده الدبلوماسية، وشملت تحركاته زيارات مكثفة لعدد من الدول المؤثرة داخل الاتحاد الأفريقي، في محاولة لحشد الدعم لاستعادة عضوية السودان خلال القمة المرتقبة.
وأضاف: “حكومة بورتسودان بذلت كل ما في وسعها لاستعادة عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، بدءًا من جولات البرهان الخارجية، وصولًا إلى حديثه الأخير عن تشكيل حكومة مدنية، إلا أن العقبات التي تواجهها لا تزال كبيرة”.
وأوضح الدالي أن مجرد الإعلان عن حكومة مدنية في بورتسودان لن يكون كافيًا لإقناع الاتحاد الأفريقي برفع التجميد.
وأشار إلى أن تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع سيزيد من تعقيد الموقف، حيث ستنافس حكومة البرهان على الشرعية في المحافل الإقليمية والدولية، ما قد يُجهض مساعي الخرطوم لاستعادة مقعدها في الاتحاد الأفريقي.
وتابع: “العقبة الأكبر أمام استعادة عضوية السودان هي استمرار الحرب، وسط الضغوط الدولية والإقليمية لإنهائها”، متوقعًا أن تبقى الدول الأفريقية على قرار التجميد كوسيلة ضغط على الأطراف المتحاربة لإجبارها على العودة إلى طاولة التفاوض.
كما أشار الدالي إلى أن العقوبات الأميركية المفروضة على قادة الجيش السوداني ستؤثر بدورها على موقف الاتحاد الأفريقي، نظرًا لارتباط قراراته بالتوجهات الدولية حيال السودان.
تحركات دبلوماسية دولية
وكشف الدالي عن وجود جهود دولية وإقليمية لعقد اجتماع رفيع المستوى بالتزامن مع القمة الأفريقية، لمناقشة الوضع في السودان، مرجحًا أن تؤثر نتائج هذا الاجتماع على قرار الاتحاد الأفريقي بشأن عضوية السودان.
وأضاف: “هناك دول رئيسية داخل الاتحاد الأفريقي لا تزال تتبنى موقفًا محايدًا من الأزمة السودانية، ومن المرجح أن تصوت لصالح استمرار التجميد خلال القمة المقبلة”.
ورأى الدالي أن رفع تعليق عضوية السودان يتطلب من البرهان معالجة الأسباب الجوهرية التي أدت إلى التجميد، وعلى رأسها إنهاء الحرب، بدلًا من الاكتفاء بالحديث عن تشكيل حكومة مدنية، مؤكدًا أن المجتمع الدولي ينتظر خطوات حقيقية لإنهاء الأزمة الإنسانية والسياسية في البلاد.
خريطة طريق البرهان وشروط استعادة العضوية
وكانت حكومة البرهان قد أعلنت، يوم الأحد الماضي، عن “خريطة طريق للمرحلة ما بعد الحرب واستئناف العملية السياسية”، تضمنت إطلاق حوار وطني شامل، وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة لإدارة الفترة الانتقالية، وإجراء تعديلات دستورية، واختيار رئيس وزراء مدني يقود الجهاز التنفيذي دون تدخل عسكري.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تهدف بالأساس إلى إقناع الاتحاد الأفريقي بإنهاء تجميد عضوية السودان، ومنح حكومة بورتسودان شرعية التمثيل في المنظمة قبل إعلان الحكومة المدنية في مناطق سيطرة الدعم السريع.
لكن الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبو عبيدة برغوث، استبعد أن يتمكن السودان من استعادة عضويته، مؤكدًا أن الشروط التي وضعها الاتحاد الأفريقي لا تزال غير مستوفاة.
وقال برغوث لـ إرم نيوز، إن هناك أسبابًا جديدة أضيفت إلى تلك التي استند إليها الاتحاد الأفريقي عند تعليق عضوية السودان، موضحًا أن **الانقلاب العسكري على الوثيقة الدستورية في 25 أكتوبر
Comments