حريق قاعة الصداقة بالخرطوم: اتهامات للجيش السوداني بحرق قاعة الصداقة
- SBNA
- 13 فبراير
- 2 دقائق قراءة
تصاعدت حدة المعارك في العاصمة السودانية الخرطوم وسط اتهامات موجهة إلى الجيش السوداني بالتسبب في حريق قاعة الصداقة، أحد أبرز المعالم الثقافية في البلاد. القاعة، التي ظلت لعقود مركزًا للمؤتمرات والفعاليات الوطنية، تحولت إلى أنقاض مشتعلة في ظل استمرار النزاع الذي ألقى بظلاله الثقيلة على البنية التحتية والمؤسسات العامة.
حريق في قلب الخرطوم
في الساعات الأولى من صباح اليوم، انتشرت صور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر ألسنة اللهب تتصاعد من قاعة الصداقة، الواقعة على ضفاف النيل الأزرق. وبحسب شهود عيان، فإن القاعة تعرضت لقصف عنيف من قبل قوات الجيش السوداني قبل أن تندلع فيها النيران، مما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة من المبنى التاريخي.

اتهامات للجيش السوداني
وجهت قوات الدعم السريع اتهامات مباشرة إلى الجيش السوداني بالتسبب في الحريق، مشيرة إلى أن القوات المسلحة قامت بقصف القاعة خلال محاولتها استعادة السيطرة على المنطقة. وأكدت قوات الدعم السريع أن القاعة كانت تحت سيطرة الجيش السوداني وقت الحادث، وأن الحريق نتج عن "قصف مكثف وغير مبرر" من قبل القوات المسلحة.
من جهته، حاول الجيش السوداني تبرير الحريق بأنه ناتج عن "عمليات عسكرية ضرورية" لاستعادة السيطرة على المنطقة من قوات الدعم السريع، إلا أن هذه التبريرات لم تقنع العديد من المراقبين والناشطين الذين رأوا في الحادث استهدافًا ممنهجًا للمعالم الوطنية.
تداعيات الحادث
يمثل تدمير قاعة الصداقة خسارة فادحة للخرطوم، حيث كانت القاعة تُستخدم لعقد المؤتمرات الدولية والفعاليات الثقافية والاجتماعية الكبرى. كما يثير الحادث مخاوف من تصاعد عمليات استهداف البنية التحتية، في وقت يعاني فيه السودانيون من تدهور الأوضاع الإنسانية ونقص الخدمات الأساسية.
استهداف ممنهج للمعالم الوطنية؟
لم يكن حريق قاعة الصداقة الحادث الأول من نوعه، إذ تعرضت العديد من المنشآت العامة والمباني الحكومية للتدمير منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023. ويرى محللون أن استهداف المؤسسات العامة يشير إلى توجه ممنهج لضرب مقومات الدولة وإضعافها، مما يعمّق الأزمة ويزيد من معاناة المواطنين.
مطالب بفتح تحقيق دولي
في ظل استمرار تبادل الاتهامات، دعا ناشطون ومنظمات حقوقية إلى فتح تحقيق دولي مستقل لتحديد الجهة المسؤولة عن استهداف قاعة الصداقة وغيرها من المعالم الوطنية. ويرى مراقبون أن مثل هذه التحقيقات قد تكون ضرورية في إطار الجهود الرامية لمحاسبة الأطراف المتورطة في الانتهاكات وحماية ما تبقى من مؤسسات البلاد.
المشهد القادم
مع استمرار النزاع وعدم وجود بوادر لحل سياسي قريب، يظل السودان عالقًا في دوامة العنف، حيث تتعرض منشآته وبنيته التحتية لأضرار جسيمة. وفي ظل غياب المساءلة، يخشى كثيرون أن يتكرر سيناريو قاعة الصداقة في مواقع أخرى، مما يزيد من تعقيد الأزمة التي تعصف بالبلاد.
ختامًا، يبقى السودانيون وحدهم من يدفع ثمن هذا النزاع، بينما تشتعل النيران ليس فقط في المباني، بل أيضًا في مستقبل وطن يعاني من حرب لا يبدو أنها ستنتهي قريبًا.
Comments