تصعيد التوترات بين السودان وجيرانه: تهديدات الجيش السوداني تثير مخاوف إقليمية
- SBNA
- 26 مارس
- 2 دقائق قراءة
تصاعدت حدة التوترات بين السودان وكل من تشاد وجنوب السودان، عقب تصريحات أدلى بها ياسر العطا، عضو مجلس السيادة السوداني ومساعد القائد العام للجيش، هدد فيها باستهداف مواقع داخل هاتين الدولتين. العطا أشار إلى إمكانية استهداف مطاري “أنجمينا” و”أم جرس” في تشاد، بالإضافة إلى “مراكز نفوذ” في جوبا عاصمة جنوب السودان، متهماً البلدين بدعم قوات “الدعم السريع” التي تخوض مواجهات مع الجيش السوداني.  

ردود فعل رسمية من تشاد وجنوب السودان
وزارة الخارجية التشادية اعتبرت تصريحات العطا بمثابة “إعلان حرب” مع ما يترتب على ذلك من تداعيات، مؤكدة أنها تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد. من جانبها، استدعت وزارة خارجية جنوب السودان السفير السوداني في جوبا، وسلمته احتجاجاً رسمياً على هذه التصريحات، مشددة على أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية مواطنيها وصد أي عدوان محتمل.
تحليلات: دوافع التصعيد ومخاطره
يرى محللون أن هذه التهديدات تعكس محاولات الجيش السوداني لتحويل الأنظار عن الصراع الداخلي مع قوات “الدعم السريع” عبر خلق “عدو خارجي” لتوحيد الصفوف داخلياً. أتيم سايمون، المحلل السياسي من جنوب السودان، أشار إلى أن العطا يسعى لإعادة استنساخ تجربة النظام السابق بقيادة عمر البشير، التي كانت تعتمد على استعداء دول الجوار لتحقيق تماسك داخلي. وأضاف سايمون أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى تدهور العلاقات بين السودان وجيرانه، مما قد يؤثر سلباً على المصالح المشتركة، خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي وإمدادات النفط.  
من جانبه، وصف الكاتب والمحلل السياسي السوداني، محمد المختار، تهديدات العطا بأنها “غير مسؤولة” وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، معتبراً أنها تعكس حالة من التخبط داخل القيادة السودانية.
مخاوف من تصعيد إقليمي
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، حيث يخشى مراقبون من أن يؤدي هذا التصعيد إلى اندلاع مواجهات إقليمية أوسع، خاصة في ظل الاتهامات المتبادلة بين السودان وجيرانه بدعم أطراف متصارعة داخل الأراضي السودانية.
في ظل هذه المعطيات، تبرز الحاجة إلى جهود دبلوماسية مكثفة لاحتواء التوترات وتفادي انزلاق المنطقة إلى صراعات جديدة، قد تكون لها تداعيات كارثية على شعوب ودول المنطقة بأسرها.
Comments