تحالف السودان التأسيسي يوقع “دستور السودان الجديد” في نيروبي

في خطوة وصفها قادته بأنها محورية نحو بناء دولة ديمقراطية، وقّع تحالف قوى السودان التأسيسي، الذي يضم قوات الدعم السريع وقوى سياسية وحركات مسلحة أخرى، على ما أطلق عليه “دستور السودان الجديد”، وذلك خلال اجتماع في العاصمة الكينية نيروبي فجر الثلاثاء.

خطوة نحو “السودان الجديد”

يأتي هذا الإعلان بعد اجتماع سابق عقده التحالف في فبراير الماضي، حيث كشف عن نيته تشكيل حكومة موازية تعمل في المناطق التي يسيطر عليها، وصياغة إطار دستوري جديد يعكس رؤيته لمستقبل السودان.

ومنذ 15 أبريل 2023، يعيش السودان على وقع نزاع مسلح عنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مدعومة بفصائل مسلحة متحالفة معها. وفي ظل غياب حل سياسي شامل، يسعى تحالف السودان التأسيسي إلى تقديم بديل سياسي ودستوري لما يصفه بالفراغ القائم، عبر تأسيس دولة قائمة على أسس السلام، الحرية، والعدالة.

رؤية التحالف لمستقبل السودان

وفي بيان صادر عن التحالف، قال حسب النبي محمود حسب النبي، رئيس حركة تحرير السودان الديمقراطية وأحد القيادات البارزة في التحالف:

“نبشّر الشعب السوداني بأن حلمه الوطني العظيم، الذي راود أجيالنا منذ فجر الاستقلال، يقترب من التحقق. إننا ملتزمون ببناء دولة المواطنة المتساوية، دولة خالية من التمييز، يتساوى فيها جميع أبنائها وبناتها في الحقوق والواجبات.”

كما أقرّ بأن هذه الخطوة جاءت متأخرة، لكنه شدد على أن التحالف لم يتوانَ يوماً عن تحقيق هذا الهدف، مؤكداً أنهم ماضون بعزيمة لا تلين نحو “سودان جديد يسع الجميع”، يكون فيه كل مواطن متمتعاً بالكرامة، الحرية، والازدهار.

تحديات وتفاعل دولي مرتقب

في الوقت الذي يواجه فيه السودان أزمة إنسانية وسياسية معقدة، تتباين ردود الفعل حول هذا الإعلان، خصوصاً في ظل رفض الحكومة السودانية لأي محاولات لإنشاء سلطة موازية. ومع ذلك، يعبر قادة التحالف عن ثقتهم في أن العالم سيشهد قريباً ميلاد دولة ديمقراطية جديدة في السودان، ستكون – بحسب وصفهم – “منارة للأمل والتقدم في المنطقة والعالم”.

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال: هل يمثل هذا الدستور بداية فعلية لحل سياسي شامل، أم أنه سيزيد المشهد تعقيداً في بلد يعاني من حرب مستمرة وأزمة إنسانية غير مسبوقة؟