top of page

اللاجئون السودانيون في إثيوبيا.. معاناة مستمرة

  • SBNA
  • 21 فبراير
  • 2 دقائق قراءة

فرّ أكثر من 1.6 مليون لاجئ سوداني من بلادهم منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، ولجأ 31,000 منهم إلى إثيوبيا. توجه الكثير منهم إلى أديس أبابا بحثًا عن تأشيرات لمغادرة البلاد نحو وجهات أخرى، إلا أن طول فترة الانتظار وعدم توفر الدعم جعلهم يشعرون بأنهم عالقون في مدينة لا يتحدثون لغتها.


معاناة اللاجئين في العاصمة الإثيوبية


أفادت لاجئة سودانية، طلبت عدم ذكر اسمها، أنها نادرًا ما تغادر منزلها خوفًا من الاعتقال بسبب عدم قدرتها على تجديد تأشيرتها، وهو وضع يواجهه العديد من اللاجئين في المدن الإثيوبية. إذ فرضت الحكومة الإثيوبية رسومًا شهرية على التأشيرات، ما أدى إلى اعتقال البعض بسبب عدم قدرتهم على السداد.



وكانت إثيوبيا في السابق تمنح إعفاءات من رسوم التأشيرة للاجئين السودانيين الراغبين في العيش بالمناطق الحضرية، لكنها ألغت هذا الإجراء في أكتوبر الماضي، وألزمتهم بدفع 100 دولار شهريًا مع غرامات إضافية على المتأخرات.


ضغوط مالية واعتقالات


قال أحد اللاجئين لصحيفة "ذا نيو هيومانيتاريان": "تعتقل الشرطة السودانيين بشكل منتظم بسبب عدم دفع الرسوم الشهرية". فيما أكدت لاجئة أخرى أنها تعتمد على ابنها في فرنسا لدفع تكاليف السكن، وتجنب الخروج خوفًا من الاعتقال.


وفقًا للأمم المتحدة، تسببت الحرب السودانية في نزوح أكثر من 12.3 مليون شخص، بينهم 3.5 مليون عبروا الحدود إلى دول مجاورة مثل تشاد ومصر وجنوب السودان، بينما استقبلت إثيوبيا 163 ألف لاجئ، منهم 85 ألف سوداني.


ظروف إنسانية متدهورة


يعيش اللاجئون في المخيمات الإثيوبية في أوضاع مزرية، خاصة في منطقة أمهرة، حيث تعرضوا لهجمات وعمليات اختطاف واعتداءات من قبل ميليشيات محلية، ما دفع السلطات إلى إغلاق بعض المخيمات.


أما اللاجئون في المدن، البالغ عددهم نحو 15 ألفًا، فهم يفتقدون الحماية التي توفرها لهم صفة اللجوء، مما يجعلهم عرضة لخطر الترحيل والاحتجاز.


قيود حكومية وصعوبات معيشية


يتطلب الحصول على وضع اللاجئ التسجيل لدى السلطات الإثيوبية، والاستقرار في المخيمات المخصصة لذلك، إلا أن الراغبين في العيش خارج المخيمات يواجهون عقبات بيروقراطية، كالحاجة إلى كفيل محلي أو إثبات القدرة على إعالة أنفسهم.


قال لاجئ سوداني بلا مأوى، يبلغ من العمر 25 عامًا، إنه يعيش في شوارع أديس أبابا منذ أبريل الماضي ويخشى مواجهة قوات الأمن الإثيوبية. فيما أكدت أم عزباء أنها تركز على تأمين قوت يومها، غير قادرة على دفع رسوم التأشيرة أو الإيجار.


حالات احتجاز مستمرة


ذكر حسن توكل، أكاديمي سوداني في أديس أبابا، أنه يجمع الأموال لدفع كفالات اللاجئين المعتقلين بسبب عدم تجديد التأشيرات. وأوضح أن الشرطة الإثيوبية تحتجز لاجئين سودانيين بشكل مستمر، مشيرًا إلى قائمة تضم 12 لاجئًا محتجزين منذ فبراير.


فيما أفاد مصدر دبلوماسي أن السفارة السودانية طلبت تمديد الإعفاء من رسوم التأشيرة، إلا أن الحكومة الإثيوبية لم تستجب حتى الآن، وسط توتر العلاقات بين البلدين.


مستقبل غامض


على الرغم من تزايد صعوبة الحياة في إثيوبيا، أكد العديد من اللاجئين أنهم لا يفكرون في العودة إلى السودان بسبب استمرار الحرب وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية.


قال شاب سوداني يعيش في الشوارع: "لا يوجد عمل ولا خدمات، ومن الخطر جدًا بالنسبة لي أن أعود إلى السودان. قد أضطر إلى حمل السلاح." بينما صرحت أم عزباء بأن الإيجارات مرتفعة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السودانية، ما يجعل العودة مستحيلة بالنسبة لها ولأطفالها.


خاتمة


تستمر معاناة اللاجئين السودانيين في إثيوبيا بين اعتقالات وقيود حكومية وانعدام الحماية القانونية، مما يضعهم في مأزق خطير. وبينما تغيب الحلول الفعالة، يبقى مصير الآلاف مجهولًا في ظل الأوضاع المتأزمة.

Comentarios


أحدث الأخبار

احصل على أخبار السودان مباشرة إلى بريدك الإلكتروني. اشترك في نشرتنا الإخبارية الأسبوعية.

© 2025 by The Global Morning. Powered and secured by SBNA

bottom of page