السودان: مخاوف بشأن التضليل الإعلامي وظهور أبناء البشير مجددًا

يواجه السودان تحديات متزايدة على المستويين الأمني والسياسي، في ظل استمرار الصراع المسلح منذ منتصف أبريل 2023، وتفاقم المخاوف بشأن انتشار المعلومات المضللة وعودة رموز النظام السابق إلى الواجهة.

مطالبات بالكشف عن مصير البشير

دعا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، السلطات السودانية إلى الكشف عن أماكن وجود الرئيس المخلوع عمر البشير وعدد من مساعديه، وتسليمهم للمحكمة، تنفيذًا لمذكرات التوقيف الصادرة بحقهم.

وكان البشير ومساعدوه قد أُودعوا السجن قبيل اندلاع الحرب في أبريل 2023، إلا أن السلطات السودانية لم تصدر أي بيانات رسمية تحدد أماكن وجودهم بعد اندلاع الصراع. وفي تصريحات سابقة، أكد قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، أن البشير “في مكان آمن”، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

تدمير واسع للبنية التحتية

مع استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تسببت الحرب في دمار هائل للبنية التحتية والمنشآت العامة، ما فاقم معاناة المواطنين. وأفاد خبراء ومسؤولون في منظمات دولية بأن الأضرار الواسعة التي لحقت بالخدمات الأساسية، بما في ذلك المستشفيات وشبكات المياه والكهرباء، تعرقل أي جهود للإغاثة الإنسانية أو إعادة الإعمار في المستقبل القريب.

تصاعد نفوذ الجماعات المسلحة

في ظل تدهور الأوضاع الأمنية، تشهد البلاد تزايدًا في عدد الجماعات المسلحة. فقبل اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، كان السودان يحتضن نحو 80 مجموعة مسلحة مستقلة عن الجيش. ومع تصاعد النزاع، نشأت أكثر من 10 حركات جديدة، ليصل العدد الإجمالي إلى نحو 90 فصيلًا مسلحًا، ما يثير مخاوف بشأن استقرار البلاد وإمكانية تفككها إلى مناطق نفوذ متعددة.

قلق دولي وتحذيرات حقوقية

أعربت منظمات حقوقية ودولية عن قلقها المتزايد إزاء الأوضاع في السودان، محذرة من استمرار التصعيد العسكري وتداعياته الكارثية على المدنيين. كما دعت هذه المنظمات إلى ضرورة التوصل إلى حلول سياسية شاملة لوقف نزيف الدم، واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد.

في ظل هذه التطورات، يظل المشهد السوداني مفتوحًا على عدة سيناريوهات، تتراوح بين تصعيد الصراع أو التوصل إلى تفاهمات سياسية تضع حدًا للأزمة المستمرة منذ ما يقارب العام.