الجيش السوداني يرفض دعوة إماراتية لهدنة في رمضان
- SBNA
- 12 فبراير
- 2 دقائق قراءة
مع اقتراب الحرب في السودان من إكمال عامها الثاني، دعت الإمارات إلى وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، غير أن الجيش السوداني رفض المبادرة، مطالبًا بفك الحصار عن المناطق المحاصرة قبل أي هدنة. في الوقت ذاته، شرعت حكومة إقليم النيل الأزرق في إعداد قانون صارم يجرّم خطاب الكراهية ويحدّ من نشر المحتوى الضار عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
أسوأ كارثة إنسانية في العالم
أدّت الحرب المستمرة في السودان إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث تسببت في نزوح أكثر من 12 مليون شخص، وأدخلت نصف السكان في دائرة الجوع، وفاقمت حالة الانقسام في البلاد.
وقال مسؤول إماراتي: “مع اقتراب شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والتسامح، تدعو الإمارات جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.”
إلا أن مصدرًا رفيع المستوى في الجيش السوداني رد على وكالة “رويترز” قائلاً: “لن نقبل بوقف إطلاق النار في رمضان إلا بعد فك الحصار عن جميع المدن والمناطق المحاصرة.”

توتر بين السودان والإمارات
يعتبر الجيش السوداني الإمارات طرفًا معتديًا في النزاع، متهمًا إياها بدعم قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهي اتهامات تنفيها الإمارات.
في غضون ذلك، تواصل قوات الدعم السريع تقدمها نحو مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، في حين يتراجع عناصرها من مواقع في العاصمة الخرطوم لصالح الجيش.
مساعدات إنسانية وقمة مرتقبة
إلى جانب دعوتها للهدنة، أعلنت الإمارات عن تنظيم قمة يوم الجمعة في أديس أبابا، بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي، لحشد التمويل اللازم للمساعدات الإنسانية في السودان، مع تعهدها بتقديم 200 مليون دولار لدعم هذه الجهود.
غير أن الحكومة السودانية رفضت الفكرة، حيث وصف نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، القمة بأنها “اعتداء متكامل الأركان على دولة إفريقية تسعى لحماية سيادتها”، في إشارة إلى الاتهامات الموجهة للإمارات بدعم أحد أطراف النزاع.
وردّ المسؤول الإماراتي على ذلك قائلاً: “للأسف، يحاول الجيش السوداني تشويه دور الإمارات عبر تزييف الحقائق… لكن هذه الادعاءات لن تثنينا عن هدفنا الأساسي، وهو تعزيز الاستقرار.”
تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة
حذّر مسؤولون في الاتحاد الإفريقي من أن الحرب في السودان باتت تمثل “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، حيث يواجه مئات الآلاف من الأطفال سوء التغذية الحاد.
وقال محمد بن شمباس، رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي المعنية بالسودان، عبر منصة “إكس”، إن النزاع “أعاق وصول المساعدات الإنسانية، وسبب نقصًا حادًا في الغذاء، وفاقم أزمة الجوع.”
كما أشار ولسون ألميدا أداو، المسؤول عن رعاية الأطفال في الاتحاد الإفريقي، إلى ارتفاع معدلات استقبال حالات سوء التغذية في المستشفيات بنسبة 44% خلال عام 2024، مع تلقي أكثر من 431 ألف طفل للعلاج. وأضاف: “تصلنا تقارير عن انتهاكات خطيرة تشمل الهجمات على المدارس والمستشفيات، والتجنيد الإجباري للأطفال، ومنع وصول المساعدات الإنسانية.”
إجراءات لمكافحة خطاب الكراهية
وفي سياق آخر، أعلنت حكومة إقليم النيل الأزرق، جنوب شرق السودان، عن إعداد قانون جديد يهدف إلى مكافحة خطاب الكراهية والحد من انتشار المحتوى التحريضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لما يشكله من تهديد للسلم المجتمعي.
ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) عن عبدالغني دقيس خليفة، رئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والمتحدث الرسمي باسم حكومة الإقليم، تأكيده على التزام السلطات بمحاربة العنصرية وردع مروجي الفتن. كما شدد على عزم الحكومة فرض سيادة القانون وحماية الاستقرار الأمني، داعيًا المواطنين إلى عدم الانجرار وراء الشائعات المغرضة على مواقع التواصل الاجتماعي.
Comentarios