التعليم في السودان.. ضحية الإهمال الحكومي وأزمة الجامعات تتفاقم

يواجه قطاع التعليم في السودان أزمة متفاقمة، وسط إهمال حكومي واضح، حيث لا تزال الجامعات تعاني من تحديات أمنية وأكاديمية تهدد مستقبل آلاف الطلاب. في ظل هذه الظروف، تتزايد المطالب بتأجيل استئناف الدراسة في الجامعات السودانية، مع غياب رؤية واضحة من السلطات لمعالجة الأوضاع المتردية في المؤسسات التعليمية.

أزمة بلا حلول واضحة

بعد أشهر من التوقف بسبب الأوضاع السياسية والأمنية المضطربة، أعلنت الحكومة نيتها استئناف الدراسة الجامعية، دون تقديم حلول فعلية للمشكلات التي تعاني منها الجامعات، بدءًا من انعدام الأمن داخل الحرم الجامعي، وغياب الدعم المالي، وانقطاع المرتبات، وحتى تدهور البنية التحتية. هذه المشكلات جعلت من استئناف الدراسة قرارًا مثيرًا للجدل، حيث يرى كثيرون أنه إجراء متسرع لا يراعي الواقع الصعب الذي يعيشه الطلاب والأساتذة على حد سواء.

إهمال التعليم.. أزمة مستمرة

يعكس الوضع الحالي سياسة طويلة الأمد من الإهمال الحكومي لقطاع التعليم، حيث تراجعت الميزانيات المخصصة للتعليم العالي، وأُهملت الجامعات من حيث التجهيزات والمناهج والتطوير. كما أن غياب استراتيجيات واضحة لإعادة تأهيل المؤسسات التعليمية يزيد من تفاقم الأزمة، مما يدفع العديد من الأكاديميين والطلاب إلى البحث عن فرص خارج البلاد.

مطالب بتدخل عاجل

في ظل هذه التحديات، تطالب الجهات الأكاديمية والمجتمع المدني بإعادة تقييم قرار استئناف الدراسة، مع ضرورة وضع خطط واضحة لمعالجة القضايا الأمنية والاقتصادية التي تعيق سير العملية التعليمية. كما يدعو الخبراء إلى إصلاح شامل للقطاع التعليمي، بما يشمل تحسين البنية التحتية، زيادة الدعم المالي، وضمان استقرار العملية الأكاديمية.

التعليم بين الإهمال والتجاهل

ما يحدث اليوم في الجامعات السودانية هو انعكاس مباشر لغياب الإرادة السياسية في تطوير التعليم، حيث أصبحت الجامعات ساحات للاضطرابات بدلاً من أن تكون منارات للعلم والمعرفة. ومع استمرار هذا الإهمال، يبقى السؤال: إلى متى سيظل مستقبل الشباب السوداني رهينة للقرارات العشوائية والتخبط الحكومي؟