إقالة وزير خارجية بورتسودان: مؤشرات على تفكك سلطة البرهان؟

في خطوة مفاجئة، أقال رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وزير الخارجية السفير الدكتور علي يوسف الشريف، بعد أقل من ستة أشهر على تعيينه في نوفمبر 2024. أثارت هذه الإقالة تساؤلات حول استقرار السلطة الانتقالية في بورتسودان، التي تُعرف بـ”سلطة الأمر الواقع” في ظل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023. 

خلفيات الإقالة

جاءت إقالة الشريف بعد أيام من تصريحاته الإعلامية التي وصف فيها طرفي النزاع – الجيش السوداني وقوات الدعم السريع – بأنهما “طرفا الحرب”، مشيرًا إلى أن انسحاب الدعم السريع كان نتيجة اتفاق مسبق. اعتُبرت هذه التصريحات مساواة غير مقبولة بين الجيش والدعم السريع، ما أثار استياء الأوساط الموالية للبرهان. 

سلسلة من الإقالات

لم تقتصر الإقالات على وزير الخارجية؛ فقد شملت أيضًا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، عمر بخيت، وسط أنباء عن قائمة تضم خمسة وزراء آخرين، بينهم وزير الدفاع، تمهيدًا لتشكيل حكومة جديدة. تأتي هذه الإقالات في سياق سلسلة من التغييرات التي طالت مسؤولين بارزين على المستويين المدني والعسكري منذ اندلاع الصراع، ما يعكس حالة من عدم الاستقرار السياسي والإداري في البلاد. 

دلالات سياسية

يرى مراقبون أن هذه الإقالات تعكس محاولات البرهان لتعزيز الولاءات داخل الحكومة، خاصة في ظل التحديات السياسية والعسكرية المتزايدة. كما تشير إلى تصاعد التوترات داخل السلطة الانتقالية، واحتمال تفككها في حال استمرار هذه السياسات.

مستقبل السلطة الانتقالية

في ظل هذه التطورات، يظل مستقبل السلطة الانتقالية في بورتسودان غامضًا، مع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية لإنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار السياسي. يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة البرهان على الحفاظ على تماسك حكومته في ظل هذه التحديات المتصاعدة.